كريمة الصّقلي تصدح بأغنيات الزمن الجميل

أمسية احتضنها مسرح مؤسسة «العويس» ضمن احتفالات يوبيلها الفضي




كريمة الصّقلي تصدح بأغنيات الزمن الجميل
أحيت المطربة المغربية كريمة الصّقلي حفلاً غنائياً ساهراً على مسرح مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي، ليلة أول من أمس، في ختام احتفالات المؤسسة بتوزيع جوائز الدورة الثانية عشرة على الفائزين التي تزامنت مع يوبيل المؤسسة الفضي. كريمة، التي أعادت الروح إلى الطرب العربي الأصيل، وأغنيات الزمن الجميل، لم يصفق لها الجمهور فحسب وإنما صفق معها أيضاً على إيقاع ما أنشدته من أغنيات طربية عربية كلاسيكية أعادت الجمهور إلى أيام الطرب الأصيل، وقد قال في كلمة تقديمها الأديب الدكتور عبدالإله عبدالقادر "إن المشهد الثقافي لا يكتمل إلا بالاستماع إلى الأغنية الجميلة وإن كريمة الصقلي صوت يرتفع في زمن فقدنا فيه الموسيقى الجميلة".

نكهة الخمسينات
غنت كريمة لأكثر من ساعتين أغنيات تراوحت في إيقاعاتها بين النمط السريع الممزوج بنكهة الخمسينات والستينات من القرن الماضي والنمط الطربي الذي وجد صداه لدى جمهور كبير فاض عن المسرح، حيث غنت كريمة لكبار المغنين العرب أمثال أم كلثوم وعبدالوهاب وأسمهان وفريد الأطرش ووردة وسيد درويش وليلى مراد، وقدمت أيضاً نماذج من الغناء المغربي الذي ردده الجمهور معها بصوت واحد، وقد استلهمت كريمة الصقلي لونها الغنائي من نصوص التراث القديم والأغنية العصرية واتخذت منها مادّة ثرية لتنعش عبرها الخزانة الموسيقية العربية. كما اشتغلت على تنويع الأغنية المغربية وتحديثها من خلال إضفاء لمسة فنية متميّزة يمتزج فيها صوتها العذب بآلات عزف مختلفة تتسامى في ألحانها صعوداً نحو النّقاء والصّفاء.

 أغاني طربية
كما أنشدت في حفلها الساهر العديد من الأغاني الطربية المستمدة من التراث العربي، من بينها "يا ليل طول" من ألحان عبدالقادر الراشدي، "يللي هواك شاغل بالي" لفريد الأطرش "اسقينها" لمحمد القصبجي، "أنا والعذاب وهواك" لمحمد عبدالوهاب،"أنا هويت وانتهيت" لسيد درويش، "أنا قلبي دليلي" لمحمد القصبجي، "سيرة الحب" لأم كلثوم ،"حبيبي تعال" لأحمد البيضاوي، "أسهر وأنشغل أنا "لكمال الطويل، "دخلت مرة في جنينه" لمدحت عاصم، "في يوم وليلة" لوردة، "لا مش أنا لبكي" لمحمد عبدالوهاب، و"رق الحبيب" لمحمد القصبجي، "زوروني كل سنة مرة" لسيد درويش، وأغنية "ليالي الأنس" لأسمهان، كما غنت قصيدة مغربية للشاعر إلياس فرحات وألحان المرحوم أحمد البيضاوي.

فرقة متمكنة
أما الفرقة الموسيقية التي رافقت الصقلي في حفلها الموسيقي الساهر بقيادة المايسترو مصطفى الركراكي، فاعتمدت على عازفين بارعين على الطبل والدف والتشيلو والناي متعدد الأطوال والأحجام والقانون والعود والكمان والأورغ، وقد تمكنت هذه المجموعة من العازفين من تصحيح مسار إمكانية التمتع بأذن موسيقية سليمة اعتراها العديد من الشوائب بسبب التلوث السمعي الذي تعج به الحياة المعاصرة، كما تمكنت الفرقة الموسيقية من تهيئة المناخ الموسيقي المناسب لكريمة الصقلي في أدائها لأغنيات ملحنين ومطربين كبار طرزوا سماء الموسيقى العربية بألحان شرقية بديعة تمايل الجمهور على نغماتها وإيقاعاتها في مشهد البطولة فيه للحن الجميل والصوت الدافئ، الذي أعاد المستمعين ولا سيما كبار السن منهم إلى أيام الشباب والصبى وحكايا الحب العتيقة.

حياة دون صخب
يشار إلى أن كريمة الصقلي فنانة مغربية معروفة بالتواضع وتحرص على أن تعيش من دون صخب ودعاية بعيداً عن الأضواء، مكتفية بإحياء الحفلات المباشرة على المسارح في الوطن العربي وأوربا وأميركا.

وأن نجمها كان قد سطع عام 1999 أثناء أدائها لأغنية للراحلة أسمهان في مهرجان ومؤتمر دار الأوبرا بالقاهرة، ثم توالت مشاركتها في المهرجانات المحلية والعربية وفي سائر أنحاء المعمورة، بينما رافقت كبار العازفين والمطربين مثل نصير شمة ولطفي بوشناق والملحن وعازف العود المغربي سعيد الشرايبي الذي كونت معه ثنائياً مبدعاً.

من أشهر أغنيات كريمة الصقلي "أغار" وهي قصيدة للشاعر السعودي محي الدين خوجة، وألحان المغربي نعمان الحلو. كما قامت بتسجيل ألبوم "وصلة" من إنتاج معهد العالم العربي بباريس بمشاركة الفنان لطفي بوشناق وكلمات آدم فتحي. أما سيرتها الفنية، فتشمل مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية بالقاهرة والإسكندرية، وحفل قاعة اليونسكو في بيروت، وافتتاح مهرجان الثقافة الصوفية في فاس بالمغرب، وحفل اختتام تظاهرة القدس عاصمة الثقافة 2009 عن بيت مال القدس بمسرح محمد الخامس بالرباط، وسهرة لمساندة العائلة الفلسطينية بعمان.


باسل أبو حمدة - البيان