كريمة الصقلي.. من تكون؟




عندما نستمع لأداء الفنانة المغربية كريمة الصقلي نشعر لأول مرة بقوة التماهي بين صوتها وصوت الفنانة الأسطورية الراحلة أسمهان.. لكن سرعان ما تجرنا الترانيم العميقة والخاصة لصوت لا يعكس في الواقع سوى "صوت كريمة الصقلي

ففي عام 1999 سطع نجم الفنانة كريمة الصقلي أثناء أدائها لأغنية للراحلة أسمهان في مسرح القاهرة، وقد وضحت وقتها الفنانة للصحافة العربية بتواضع ومهنية "أنا لا أقلد أسمهان، لكنني أتمرس في مدرستها". وهو التمرس والحنكة اللذان ستطورهما الفنانة في مراحل مقبلة من مسارها الفني

ومن يومها فتحت أبواب الفن الكبرى طريقها للفنانة كريمة من خلال تركيز اختياراتها على ما هو أعمق وأرقى في الغناء العربي والمغربي، وكانت البداية مع نصوص للشاعر المغربي عبد الرفيع الجواهري وعازف العود سعيد الشرايبي. وقد قامت مؤخرا بتسجيل ألبوم "وصــلة" من إنتاج معهد العالم العربي، بمشاركة الفنان لطفي بوشناق وكلمات آدم فتحي

كما حلت الفنانة كريمة الصقلي ضيفة على مهرجان فاس للموسيقى الروحية ذو الصيت العالمي من خلال أدائها لتقاسيم فنية لكبار شيوخ الصوفية في العالم العربي. منغرسة في الوقت ذاته في الروح الكونية عبر مشاركتها في المهرجان ذاته في غناء مشترك مع العملاقة الاميركية ويلهيمينا فرناندز Wilhemina FERNANDEZ.

جالت كريمة بصوتها الطروب بين أكبر الفعاليات الثقافية الكبرى من بينها مؤتمر الموسيقى العربية بأوبرا القاهرة، مهرجان أنغام من الشرق بأبو ظبي، مهرجان الموسيقى الروحية بعمان، مهرجان بيت الدين بلبنان حتى قيل "أنها حين حلّت على مصر أمتعت، وعندما مرّت بدمشق خلبت، وفي لبنان هزّت حضورها حتى بدا وكأنما خدر خيّم على الأجواء" كما أطربت مؤخرا الفنانة المغربية كريمة الصقلي، جمهورها بأروع الأغاني في ماكس فيشر بمركز الموسيقى للمتحف الوطني العربي الأمريكي بولاية ميشيغان الأمريكية في حفلة موسيقية مع أوركسترا MESTO العالمية،تحت قيادة المايسترو الدكتورنبيل عزام

يذكر أن كريمة الصقلي وُشِّحت بـ"خميسة" عن فئة الثقافة والفن لسنة 2006 في تكريم لمسيرتها الفنية وأدائها المتميز بسائر أقطار العالم العربي

وقد مكنت الموسيقى الأندلسية الفنانة كريمة الصقلي أيضا من تعميق معرفتها وأدائها لتراث موسيقى أجدادها. وفي هذا السياق أبلت كريمة البلاء الحسن وعبرت عن نخوة ومهنية عالية عبر أدائها لأصعب المتون في الغناء العربي-الأندلسي