رسالة الفنانة كريمة الصقلي لجريدة الأخبار اللبنانية ورسالة الإعتذار"




رسالة الفنانة كريمة الصقلي لجريدة الأخبار اللبنانية  ورسالة الإعتذار"
الأعزاء في جريدة الأخبار اللبنانية

تحية المحبة والتقدير لجريدتكم الرائدة ولأهلنا في لبنان وعلى امتداد الوطن العربي من محيطه إلى محيطه.

كنت طوال السنوات الماضية من الحريصين دائما على متابعة "الأخبار" اللبنانية وقراءة أعمدتها المتنوعة في الأدب والفن والسياسة، خاصة وأن منها مقالات لعدد من المبدعين والكتاب الرائعين الذين أحرص، ونحرص في المغرب، على متابعة كتاباتهم وإبداعاتهم، من بينهم على سبيل المثال المبدع الرائع زياد الرحباني .. والشاعر الكبير أنسي الحاج.
والحقيقة أنني كنت دائما من المعجبين بـ"الأخبار" وسياستها التحريرية ولغتها الصحفية الموضوعية الراقية .. هذا ما كنت أعلنه في محيط معارفي الشخصيين وأصدقائي.

وللحقيقة أيضا فإن رأيي في جريدتكم ليس نوعا من المنة أو التفضل، ولكنه ذكر للحقيقة وتأكيد  عليها .. فلكم كل الشكر والمحبة.

ولعل هذا التقدير بالأساس هو ما يدفعني الآن للكتابة لكم بعد اطلاعي بالمصادفة على مقال بعنوان "ساعة بقرب إسرائيل" في عددكم الصادر بتاريخ اليوم 12 يونيو، والمنسوب إلى الكاتبة "نجوان درويش" .. حيث فاجأتني لغة "الغمز واللمز" التي احتشد المقال بها بصورة مدهشة بما فيها من "شخصنة" وهجوم على شخصي وعلى الغناء المغربي وعلى الفن العربي الملتزم بصورة
عامة.

فالمقال، الذي دار حول لقاء لي في برنامج باسم "ساعة بقرب الحبيب" مع المدعو سليم شحادة، المقال وهو ينتقد قبولي إجراء هذا اللقاء (اكتشفت من خلالكم أنه أذيع في إذاعة "الكيان الصهيوني") لم يكتف بالإشارة إلى الواقعة مثلا والتنبيه للإذاعة (التي قدمها لي شحادة على أنها إذاعة فلسطينية تبث من الناصرة) وإنما انطلق من الهجوم على شخصي بأكثر من أسلوب بدأت باستخدام تعبير "تتفلسف المطربة المغربية ... بشكل طبيعي" بما حملته العبارة من سخرية مبطنة وهجوم أدهشني شخصيا، خاصة وأنني لم أشرف بمعرفة كاتبة المقال .. ولا أتذكر خصومة بيني وبينها تدفعها لإشهار كل أسلحتها في محاولة النيل من شخصي ومن رحلتي الفنية ومواقفي الفنية والعربية.

والكاتبة .. التي لم تنس أن تنوه بـ"رخامة صوت شحادة" وهي تشير إلى انتمائه للإذاعة العبرية وأدواره الأمنية، أغفلت مثلا وهي تكيل الهجوم على كريمة الصقلي (الشخصية والمطربة) ما أوردته هي ذاتها في المقال من لجوء "شحادة" إلى الخديعة والتلفيق، ما كان يمكن أن يكون تفسيرا لو أرادت الإنصاف، لما حدث، فيما لم تغفل استخدام كل التعبيرات "الاستبطانية" التي تطعن في النوايا وتشي بمعرفة القصد، وكأنما امتلكت الكاتبة "درويش" قدرة سحرية على معرفة الغيب وخفايا الأمور.

ولما كانت الأعراف الدولية لمهنة الصحافة والإعلام أكدث بصورة قاطعة على حق صاحب الشأن في التعليق على ما يكتب عنه وعرض وجهة الحقيقة كما يراها .. فقد آثرت أن أرسل لصحيفتكم التي لها كل التقدير، أولا، لأوضح الأمر كما حدث، ويبقى للقارئ بعدها أن يقرر إلى أي كفة سوف يميل.

إن القصة، بدون "تفلسف" تتلخص في أنني تلقيت اتصالا من المدعو "سليم شحادة" يزعم فيها أنه إذاعي فلسطيني من الناصرة يرغب في حوار هاتفي معي حول الفن والموسيقى .. لتكون وسيلة تعارف بيني وبين المستمع "الفلسطيني" في الداخل.

ولما كان موقفي من قضايانا العربية الأولى ومن الحق الفلسطيني واضحا تبقى الأغنية التي تفضلتم بعرضها مع المقال، وغيرها .. شاهدا عليه .. فقد كان قبولي إجراء هذا الحوار(على هذا الأساس) متسقا جدا مع مواقفي المعلنة والمعروفة، وهو ما حدث، حيث بدأ الحوار الهاتفي "الأصلي" بتحيتي ومحبتي لأهلنا في فلسطين .. والتعبير عن تشرفي بالحديث إليهم والمساهمة .. ولو بحوار في التخفيف عن ظروف حياتهم تحت الاحتلال والتعبير عن دعمي ودعم كل الفنانين العرب الذين أعرفهم لهم ولقضيتهم.

وللحقيقة فأنا لم يتح لي الاستماع إلى الحوار لدى بثه، كونه (بحسب ما فهمت من مقالة "درويش") تم بثه من إذاعة صهيونية .. وأنا لا أستمع في العادة لإذاعات الكيان الصهيوني، وأنني وقت بث الحوار (الإثنين الماضي) كنت خارج المغرب في رحلة شخصية.

لم أسمع الحوار .. غير أنني فهمت (من المقالة أيضا) أنه تم إجراء نوع من المونتاج على التسجيل .. تم خلاله حذف كل ما قلته عن فلسطين وأهلنا في فلسطين .. وما وجهته لهم من تحايا وتقدير وإشادة بالصمود والمقاومة.

غير أن ما أثار دهشتي ربما، أن جريدتكم الموقرة بما لها من ثقل إعلامي ومصداقية مهنية لم تكلف خاطرها أن تسألني عن قصتي للقصة، على أقل تقدير، قبل أن تسمح بما يحمله المقال من اتهامات قد تصل إلى درجة التشهير، كما ذكر لي أحد المحامين.

إنني وأنا أستخدم حقي الموثق دوليا في الرد على ما وجه لي عبر جريتكم من اتهام وتوضيح الموقف كما حدث، لا أنسى الإشارة لعدد من التعبيرات التي احتشد بها المقال، والتي تشي لي في المقابل بنوع من قصدية الهجوم على شخصي ومسيرتي الفنية، من بينها مثالا: " ولم يرتجف لسفيرة «الطرب الأصيل» صوت طوال اللقاء الهاتفي كما لو أنّها ....."، أو " سرعان ما راحت الصقلي تحاضر له عن ..."، ... أو " المطربة الفيلسوفة الكلمنجية التي بدت مصرّة على تكرار استعمال كلمة أخلاق بإلحاح مريب" .. تلك التعبيرات التي يعرف أي محرر صحفي محترف أنها لا تنتمي لحقل الكتابة الصحفية التي تلتزم الموضوعية والمهنية، بما تظهره من موقفية مسبقة وتعسف تفسيري لم يخفف منه ما حرصت الكاتبة على الإشارة له، ولها الشكر، بخصوص أغنيتي " لا يُرجِع الأقصى وصخرتَه إلا اشتغال الأرض بالغضب» التي أشكر موقعكم على إدراجها مع المقال.

وردا على كاتبة المقال أسمح لنفسي في النهاية بأن أقول: نعم أجريت حوارا مع "صاحب الصوت الرخيم" الذي هاتفني في مكالمة للمغرب قال فيها إنه فلسطيني، نعم أجريت حوارا لإذاعة فلسطينية في الناصرة .. حوارا على الهاتف .. في مكالمة عبر البحر ... ولكنني صادقة لم أعلم أن "صاحب الصوت الرخيم" صهيوني أو يجري حواره لإذاعة الكيان الصهيوني .. لم أعرف لأنني لا أعرفه .. ولا "معجبة" بصوته "الرخيم" ... نعم، قد أكون مخطئة في عدم التحري عن الأمر أكثر، ولكنه خطأ في حدود عدم التحري عن مذيع في مكالمة دولية .. في عصر العولم الإعلامية ... تلك حدود الخطأ.

أما عن أنني لم أذكر فلسطين مرة واحدة في الحوار .....فأنا أؤكد لك أنني ذكرت فلسطين وتحدثت لفلسطين وغنيت لفلسطين .. أكثر من مرة .. ولعلك تجدين وسيلة "سحرية أيضا" لسماع الحوار الأصلي قبل مونتاجه .. وتعرفي أنني فعلت.

وأخيرا: أثار ريبتك "تكرار استعمال كلمة أخلاق بإلحاح"؟ .. المدهش أن ما كتبته أنت يدعوني لإلحاح أكثر في استعمال الكلمة: أخلاق.

كل الود

كريمة الصقلي

إقرأ أيضا اعتذار نجوان درويش على جريدة الأخبار اللبنانية :

ردّ على ردّ كريمة الصقلي: غمز ولمز... ومحبة!